كانت رحلتي رائعة، ووجدتُها تجربة فريدة حقًا أن أقضي أسبوعين مع شباب من اثنتي عشرة جنسية مختلفة. لقد حظيتُ بفرصة الاستمتاع بهذه التجربة. صحيح أننا نعيش في سياقات وثقافات مختلفة، ومن الرائع أن نتعرف أكثر على ما يحدث حول البحر الأبيض المتوسط.
علاوة على ذلك، فإن ما هو ساحر للغاية هو أن نرى أنه وراء الاختلافات التي يمكن أن تفرقنا أو على الأقل تفاجئنا، هناك شيء طبيعي للغاية في الصداقة: حقيقة الشعور بأن كل واحد من الأشخاص الذين جاءوا كان لديه، على ما أعتقد، هذه الرغبة في مشاركة السلام المشترك فيما بينهم. لقد خلقت أخوة طبيعية حقًا، كما لو كان هناك شيء راسخ قليلاً في الحمض النووي لدينا.
لقد كان من الرائع أن نرى خلال أسبوعين فقط أن روح العائلة قد ولدت بيننا وأن نغادر بهذه الصورة للبلدان لم تعد كنقط على الخريطة ولكن كأرض الأصدقاء الذين التقينا بهم.
وأود أيضًا أن أشير إلى نقطتين أود أن أقول فيهما إن هذه التجربة قد غيّرت خطوط قلبي قليلاً وأعادت لي السلام.
الأول هو أنني أدركت أن الله يأتي في الواقع للقاء الإنسان من خلال جميع الأديان والثقافات. أرى الأسرة البشرية أكثر كعائلة موجودة أمامه بكل اختلافاتها.
هناك شيء مريح حقًا في إدراك مدى عظمة محبة الله؛ إنه أمر خارج عن إرادتنا تماما. إنها تأتي لمقابلتنا مهما كانت خلفيتنا الدينية، أو مهما كانت الوسيلة التي اخترناها لمحاولة جعل أنفسنا متاحين لتلقي حبها.
وأعتقد أن هناك حاجة إلى إجراء بحوث في مجال التعليم من أجل الحوار، وخاصة الحوار بين الأديان، لتعزيز بناء السلام وإعادة اكتشاف الرسالة التي يمكن أن توحد الناس.
والثاني هو الوعي بالمسؤولية الشخصية التي تقع على عاتق كل شخص لاستثمار حريته من أجل الصالح العام. إن المشاركة في بناء السلام تعني في المقام الأول الذهاب إلى لقاء الآخر.
غالبًا ما أسمع الناس يتحدثون عن "الاستيلاء على هوية المرء وثقافته"، وأعتقد أنني اكتشفت مدى اكتشافنا لهويتنا من خلال مقابلة الآخرين، من خلال اكتشاف هويتنا الخاصة في تفردها. إن إدراكنا لتفردنا هو ما سيمكننا من بناء الخير المشترك مع الآخرين، والذي بدوره سيثرينا في نهاية المطاف.
سأضيف نقطة أخيرة مهمة. في رأيي. لقد وجدت البحر مكانا حقًا مواتية للاجتماع.
القارب ضيق، مما يعني أننا نعيش فوق بعضنا البعض قليلاً. وهذا يدفعنا إلى أن نكون طبيعيين حقًا وأن نكون صادقين في ما نقدمه لبعضنا البعض.
وأيضًا، كوننا محاطين بهذه الطبيعة التي تغمرنا تمامًا، وضخامة كتل المياه، وسحر الدلافين في العوالق المضيئة، فهذه صور مثيرة تترك أثرًا فينا وتأخذنا قليلًا من أحشائنا.
أجد أن هذه هي الأشياء التي تجعلنا متواضعين ومندهشين. وقد انعكس هذا فعليا في اجتماعاتنا. »