نصرة، تونس

جمعت هذه المغامرة التي لا تُنسى 25 شابًا وشابة من مختلف الجنسيات والثقافات والأديان والتقاليد، مما أتاح لهم بيئةً مثاليةً للتواصل الوثيق والتعلم والتطور الشخصي. على متن سفينة شراعية عتيقة، انغمسنا في عالم الملاحة البحرية - رفع الأشرعة، والتعاون كفريق واحد، والاستمتاع بالحياة في المحيط. إلى جانب اكتساب الخبرة التقنية، يكمن السحر الحقيقي في قصصنا ومشاعرنا وتطلعاتنا المشتركة. من خلال نقاشات صريحة، بحثنا في تحديات البحر الأبيض المتوسط المُلحة: تغير المناخ، وحقوق المرأة، والحوار بين الأديان، وبناء السلام. لقد وسع كل حوار وجهات نظري وألقى الضوء على أهمية الاستماع النشط - وهي مهارة كنت أجدها صعبة في السابق ولكنني أصبحت أقدرها بشدة.

خلال رحلتنا عبر تركيا واليونان، استكشفنا محميات طبيعية خلابة، ومواقع تاريخية وروحانية، وجزرًا يونانية ساحرة. تجاوزت هذه التجارب مجرد السياحة؛ فقد جسدت فهمنا لتراثنا المشترك والحاجة الملحة لرعاية البيئة. على الصعيد الشخصي، دفعتني هذه الرحلة الاستكشافية إلى أبعد من حدود راحتي. فبعد انقطاعي عن الإنترنت وعن عائلتي، اعتنقت البساطة والتواصل الإنساني.

الأهم من ذلك، أنا تحديد أرضية مشتركة بين الديانات المختلفة، وخاصة بين الإسلام والمسيحية، تعزيز قناعتي بالوحدة من خلال الحوار. لم يعد MED 25 مجرد رحلة، بل أصبح مدرسة للحياة. لقد غرس فيّ دروسًا في المرونة والتعاطف وروعة التنوع. ستظل العلاقات التي بنيناها والرؤى التي تبادلناها دافعًا لي للأبد لأكون جسرًا بين الثقافات وداعمًا لـ مستقبل مستدام وسلمي. هذه التجربة لم تُغيّر عقليتي فحسب، بل أعادت تشكيل قلبي.

نصرة